الأحد، 16 أغسطس 2009

اخبار التبليغ والخروج في سبيل الله القارة الاوربية

مغني راب يعتنق الإسلام بفرنسا ويتصوف بالمغرب


ريجيس فنان فرنسي المولد أسلم واتخذ اسما جديدا هو عبد الملك (الجزيرة نت)

الحسن السرات-الرباط
روى فنان راب فرنسي شهير رحلته إلى الإيمان. وكشف تجربة إسلامه وبحثه عن نور هداية يضيء طريقه، واختار الكتابة والقصائد وسيلة لذلك.

وأصدر عبد الملك هذا العام كتابه "مكاشفة القلوب" في طبعتين فرنسية وأخرى مغربية، ليعلن على الملأ انتقاله من "الضلال إلى النور". يقع الكتاب في 159 صفحة موزعة على خمسة فصول، ومذيلة ببعض القصائد والأغاني التي أبدعها وأداها الفنان عبد الملك في سهراته وألبوماته.

يتناول المغني الفرنسي المولد الكونغولي الأصل، قصة إسلامه وانضمامه إلى جماعة التبليغ ثم تحوله لاحقا إلى الطريقة الصوفية البودشيشية المغربية، مرورا ببعض الجمعيات الإسلامية الأخرى.
ويبوح عبد الملك بأشواقه بحثا عن نور يقذفه الله في قلبه وتنحل به "العقدة بين التدين والموسيقى". وينقل المغني معالم رحلة مليئة بالتقلبات والمغامرات والمآسي والتساؤلات.

دوامة العنف
يبدأ الفنان سرد حكايته بدءا من قصة انتقال جذوره الأفريقية إلى فرنسا، فيقول إن أباه هاجر رفقة زوجته إلى فرنسا لمتابعة الدراسة. وبعد الاستقرار في حي نوهوف الواقع بضاحية ستراسبورغ رفقة خمسة من إخوانه وأخواته يقع الطلاق، وتبقى الأم وحيدة مثقلة بهمّ الأولاد وسط بيئة خطيرة مليئة بالعنف والمخدرات وتعاطي الخمور واللصوصية.

يرث ريجيس (سابقا) عن أبيه ذكاءه وكبرياءه فيتفوق في دراسته، لكن "البيئة الصعبة" تدفعه للانخراط في النشاطات اللصوصية. ويصف تلك البيئة وأثرها الخطير على أبناء المهاجرين الأفارقة والمغاربة فيقول "من قلب هذه الفوضى نشأت أجيال جديدة من الفتيان تركت لمصيرها".

ويتحدث عبد الملك عن العنف والعنف المضاد الذي لا ينتهي بين فتيان الضاحية ورجال الأمن، ويفسر طبيعة السعار الذي يميز سلوك أبناء الضواحي العنيف تجاه مجتمع يوكل لرجال الأمن مهمة تنظيم أحياء لا يجدي معها الخيار الأمني.



الإسلام والتصوف

ملصق لأعمال عبد الملك بعد اعتناق الإسلام (الجزيرة نت)

يروي الفنان الشاب حقيقة أصوله الدينية فيتحدث عن بيئة عائلته المسيحية الكاثوليكية، ويشير إلى أمه على وجه الخصوص.

يقول عبد الملك إن "الدين المسيحي لم يكن شيئا ذا بال" في اهتماماته، وبدأ يتزعزع بدءا من التأمل في مسألة "التثليث والإلوهية". ويشير إلى نقاشات مستمرة مع أصدقائه، خصوصا صديقه الذي أسلم واختار اسم بلال. وأخيرا يقتنع صاحبنا بصواب الدين الإسلامي فيقرر اعتناقه، ثم يتوجه إلى المسجد بغية التخلص من الماضي.

وفي المسجد يتعرف إلى جماعة الدعوة والتبليغ فينخرط في أنشطتها الدعوية، ونهجها في ممارسة "الخروج في سبيل الله" فيقطع المسافات ويزور المدن والقرى والمساجد الكبرى والصغرى، فيسلم على يديه عدد من فتيان الضواحي. وينعكس التحول الجديد على دراسته فيحصل على أعلى معدل بمادة الفلسفة في امتحانات البكالوريا.

لكن هوايته القديمة في الموسيقى تسبب له شعورا "بالتناقض"، وتدفعه إلى البحث عن حل "لتعارض التدين والموسيقى". ويزداد تناقضه الداخلي خصوصا أنه عرف الموسيقى مبكرا، حين اكتشف فناني الهيب هوب والراب الأميركيين السود. وفي النهاية يترك جماعة التبليغ عندما يخيره أحد أعضاء الجماعة بين الموسيقى والدين.

ويقول عبد الملك إن رحلته لم تقف عند هذا الحد بل تدفعه خبرته ومعارفه ومطالبه الروحية إلى البحث عن "منقذ من الضلال"، يروي عطشه ويحل معضلة "عدم الانسجام بين التدين والفن".

ويروي فنان الراب الفرنسي أن المحطة التي وجد فيها ضالته هي التصوف المغربي، خاصة الطريقة البودشيشية التي يتزعمها الشيخ حمزة وينخرط فيها آلاف من المريدين داخل المغرب وخارجه.
"
يروي فنان الراب الفرنسي أن المحطة التي وجد فيها ضالته هي التصوف المغربي
"

فليبارك الله فرنسا
يشار إلى أن الفنان عبد الملك أخرج عدة ألبومات فنية كتب كلماتها بنفسه، وحملها ما يدور في قلبه وقلب أبناء المهاجرين والأفارقة حيال التمييز العنصري، والحنين إلى الجذور والرغبة في الاندماج دون الذوبان.

وكانت ألبوماته سببا في هداية كثير من الشبان الفرنسيين من أصل مغاربي وأفريقي. ومن أشهر أعماله ألبوم "فليبارك الله فرنسا" وألبوم "جبل طارق".
المصدر: الجزيرة


طباعة الصفحة
إرسال المقال







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق