الخميس، 13 أغسطس 2009

اخبار التبليغ والخروج في سبيل الله تونس الخضراء

في تونس.. "التبليغ والدعوة" في دائرة القمع

إسلام أون لاين.نت - محمد الحمروني


Image
عبد الرؤوف العيادي
تونس– تتواصل حملات الاعتقال والمحاكمات التي تشنها السلطات التونسية ضد الحركات الإسلامية المختلفة وآخرها جماعة التبليغ والدعوة، وذلك منذ المواجهات المسلحة التي شهدتها تونس نهاية عام 2006 وبداية 2007 واتهم فيها مجموعة تابعة لتيار "السلفية الجهادية".

ويقول مراسل "إسلام أون لاين.نت" إن الاعتقالات الأخيرة بحق عناصر التبليغ والدعوة، وما أعقبها من محاكمة بعضهم، هي الأولى من نوعها منذ ظهور الجماعة في ثمانينيات القرن الماضي، حيث إن السلطات كانت تغض الطرف عن أنشطتها، وتسمح لها ضمنا بالعمل في المجال الدعوى بشكل علني بسبب عدم خوضها في الشأن السياسي.

وقالت مصادر قانونية إنه صدرت مؤخرا أحكام بالسجن تراوحت بين 3 أشهر وسنة سجنا ضد أكثر من 11 عضوا بالجماعة بعد أن وجه إليهم الادعاء العام تهما تتعلق بعقد اجتماعات دون رخصة.

وفي تصريحات خاصة لـ"إسلام أون لاين.نت"، أكد عبد الرءوف العيادي المحامي المختص بالدفاع عن الموقوفين من أبناء التيارات الإسلامية، وجود حملة كبيرة من الاعتقالات والمحاكمات يتعرض لها أبناء حركة التبليغ والدعوة منذ أكثر من شهر.

وقال العيادي إن "الملاحقات القضائية بحق المنتمين لحركة التبليغ كثيرة، ولا نعلم حتى اليوم عدد الموقوفين بالتحديد على ذمة تلك القضايا".

وأضاف: "هناك عناصر من مختلف المناطق القريبة من العاصمة مثل أريانة وباردو وغيرهما هم الآن محالون للقضاء بتهمة عقد اجتماعات غير مرخص بها".

واعتبر المحامي التونسي أن هذه المحاكمات تؤكد "توسيع دائرة القمع بحيث إن المجتمع كله أصبح مستهدفا وليس طرفا بعينه فقط"، بحسب قوله.

عقد جلسة للذكر

وأبدى العيادي دهشته إزاء محاكمة أفراد جماعة لا تهتم إلا بالذكر والصلاة وشئون العبادة عامة، في إشارة إلى جماعة التبليغ والدعوة. وتساءل هل سيحال هؤلاء للقضاء بتهمة عقد "جلسة للذكر"؟!

وعن الهدف الرئيسي من هذه الاعتقالات، قال العيادي: "السلطة تسعى للقضاء على ما تبقى من علاقة للتونسي بهويته ودينه من خلال شن حملة على كل مظاهر التدين في البلاد".

وإذا كانت حملة الاعتقالات المتواصلة بحق عناصر التبليغ والدعوة هي الأولى من نوعها بهذا الحجم، فقد سبق أن فوجئ الرأي العام التونسي قبل عامين بنبأ اختفاء عباس الملوحي عضو مجلس شورى حركة الدعوة والتبليغ، وهو من الوجوه البارزة للحركة ومعروف لدى الدوائر الحكومية.

وأعلمت عائلة ملوحي بعض المنظمات الحقوقية عن اختفاء عباس منذ إبريل 2005، وبحسب شهادة بعض جيرانه فإن سيارة مدنية تشبه التي يستعملها الأمن عادة كانت متوقفة قرب منزله قامت بنقله إلى جهة مجهولة، وكانت تلك آخر مرة شاهدوه فيها.

ولم تشهد البلاد من قبل اعتقالات أو محاكمات بحق المنتمين للتبليغ والدعوة نظرا لبقاء الجماعة خارج مناطق استهداف السلطة بسبب عدم خوضها في الشأن السياسي.

وأرجع مراقبون استهداف الحركة الآن إلى تخوف السلطات من تحول بعض أفراد التبليغ والدعوة إلى جماعات أكثر تشددا، حيث تصفها السلطات بـ"المفرخة" التي تخرج أفرادا أكثر تشددا يلتحقون بجماعات أخرى.

ويعود وجود حركة الدعوة والتبليغ في تونس إلى أكثر من ثلاثين سنة، وعاش عدد كبير من القيادات الإسلامية البارزة، ومن بينهم الشيخ راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة الإسلامية، تجربة الدعوة والتبليغ، ولكنهم خرجوا منها بسبب قعودها عن النشاط السياسي.

وكانت الداخلية التونسية قد أعلنت في يناير 2007 أن قوات الأمن قتلت 12 مسلحًا واعتقلت 15 آخرين قالت إنهم عناصر تنتمي للتيار السلفي الجهادي بالضاحية الجنوبية للعاصمة بعد مطاردات أمنية واستخدام للأسلحة الثقيلة.

وقد شنت السلطات التونسية بعد ذلك حملات اعتقال لعناصر من التيار "السلفي" وجماعات إسلامية أخرى. وحوكم عشرات من الشباب يشتبه في انتمائهم إلى "الفكر السلفي" في الآونة الأخيرة، وتراوحت الأحكام ضدهم بين 5 و11 سنة سجنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق