الجمعة، 31 يوليو 2009

الجولة في التبليغ وادابها


الجولة.. عند جماعة التبليغ

Image

تعتبر (الجولة) عند (جماعة الدعوة والتبليغ) وسيلة دعوية رئيسة، حيث تقوم على جذب الأفراد من بيوتهم أو من أماكن تواجدهم، في التجمعات أو حتى في الطرقات.

وتأخذ الجولة أهمية كبيرة ضمن أنشطة الدعوة والتبليغ، انطلاقًا من كونها تساهم مساهمة مباشرة في نشر القيم والمبادئ الإسلامية بين أفراد الحي، فهم يُذَكِّرون دائمًا من يدعونهم بالله سبحانه وتعالى، وكيف أنه خلق الخلق، وأوجب عليهم طاعته والإذعان له، وقد أرسل الرسل والأنبياء لحمل الدعوة إلى غيرهم.

وللجولة عندهم نظام وضوابط لا ينبغي الخروج عنها حتى تؤتي ثمارها، ولها كذلك أنواع وتصنيفات.

أنواع الجولات:

1- الجولة السيارة. 2- جولة البيوت. 3- الخروج في سبيل الله.

1- الجولة السيارة:

الجولة السيارة تتمثل في مجموعة من الأفراد يسيرون على يمين الطريق، ملتزمين بآداب الإسلام، ويتوجهون إلى أماكن تواجد الناس، سواء أكانوا في سائرين أو جالسين في الطرقات، أو يلعبون الكرة، أو يقفون على المفارق، أو يشترون أو يبيعون.

وهذه الجولة أسبوعية وينقسم أفرادها قسمين:

أولاً- قسم خارج المسجد: وهم الذين يقومون بالدعوة، وينقسمون إلى:

(1) المسئول (2) المتكلم (3) الذاكرين (4) الدليل.

(1) المسئول: وهو الذي يتولى أمانة تلك الجولة، ويُرجَع إليه عند حدوث أية مشكلة أثناء الجولة، ويشير عليهم بالصواب، وينبغي طاعته.

(2) المتكلم: وهو الذي يكلم المدعو، ويتحدث إليه بطريقة منظمة عن الله ووجوده، وحكمته سبحانه وتعالى في الخلق، ويتم تفهيمه الرسالة المنوط به، وكيف أننا لا نشكر الله على نعمه كما ينبغي. فلو تأثر المدعو بتلك الكلمات، تتم دعوته فورًا إلى المسجد لصلاة المغرب، ثم المكث بنية الاعتكاف إلى صلاة العشاء.

(3) الذاكرين: وهم بعض أفراد مصاحبون، لا يشتغلون إلا بذكر الله عز وجل، ودعائه سبحانه وتعالى أن يوفقهم هم وإخوانهم في هداية من يدعونهم، وقد يتولى فرد منهم صحبة المدعو إلى المسجد.

(4) الدليل: ويكون غالبًا من أهل الحي،عليم بطرقاته ودروبه وأماكن تواجد الناس، وعنده معلومات لا بأس بها عن طبيعة ظروفهم ومستواهم المعيشي.

ثانيًا- قسم داخل المسجد:

وهم الذين يمكثون في المسجد يلجئون إلى الله عز وجل ويبتهلون إليه سبحانه وتعالى أن يوفق إخوانهم في الخارج. وهم الذين يستقبلون المدعو فور دخوله للمسجد ويهيئونه للصلاة، وينقسمون إلى:

(1) المستقبِل (2) معلم الوضوء (3) معلم الصلاة (4) المبيِّن.

(1) المستقبِل: وهو الذي يستقبل المدعو بالطيب والعطر، ويبتسم في وجهه، ويسأله: هل صلى أم لا.

(2) معلم الوضوء: وهو الذي يلاحظ المدعو عندما يتوضأ، فإن وجده لا يجيد الوضوء، علمه برفق الوضوء الصحيح، وذلك بأن يتوضأ أمامه وضوءًا صحيحًا.

(3) معلم الصلاة: وهو الذي يصلي بالمدعو، ويعلمه الصلاة الصحيحة.

(4) المُبيِّن: وهو الذي يقوم بترغيب المدعو، وتحبيب الخير إلى قلبه، إلى أن تحين صلاة العشاء.

2- جولة البيوت:

وهي الجولة المخصصة لدعوة الناس في بيوتهم ومنازلهم، ولا تختلف من حيث النظام عن الجولة السيارة إلا في داخل المنزل فقط.

في هذه الجولة، يدخل فرد واحد، تاركًا إخوانه خارج المنزل، ويراعي ألا يكلم امرأة ولا يدعوها، فإن لم يكن زوجها أو سيدها موجودًا، فعلى هذا الفرد أن يفهمها بأنهم دعاة خير، ولا يريدون إحسانًا، ويطلب منها أن تخبر الرجل أنهم يدعونه ليأتي إلى المسجد، وأنهم في انتظاره.

3- الخروج في سبيل الله:

والمقصود به أن يخرج أفراد الجماعة إلى مكان ما داخل أو خارج البلد، وتختلف الجولة هنا عن ذي قبل في كونها (تعليمية) أو (شبابية)، والمقصود بالأولى أن يتم دعوة الناس عامة إلى حضور (حلقة تعليم) تتم فيها قراءة القرآن وتعلم أحكام التجويد، وقراءة من كتابَي رياض الصالحين، وحياة الصحابة. وفي نهاية اليوم يقوم فرد منهم فيلقي بيانًا ختاميًّا لأهل المسجد عامة.

أما الجولة الشبابية فيقوم بها الصفوة من الدعاة، حيث يتوجهون مباشرة إلى الشباب الغافل، ويدعونهم إلى الخير، وقد يتعرضون لأذى حسي أو معنوي أثناء ذلك،فيتواصون فيما بينهم بالاستعانة بالله والصبر، وحسن التوكل عليه سبحانه وتعالى.

ضوابط وآداب أثناء الجولة:

  1. عدم الكلام مع النساء ألبتة.

  2. عدم الكلام مع المدعو إذا كان متعجلاً، أو راكبًا، أو حاملاً حملاً ثقيلاً.

  3. تجنب الحديث مع السفهاء والأطفال.

  4. السير على يمين الطريق واستشعار أمانة الدعوة.

  5. عدم مفاجأة المدعو وإفزاعه، كوضع اليد على كتفه من الخلف أثناء سيره، حتى لا يخاف.

  6. تفهيم المدعو بأنهم دعاة خير، لا طالبي إحسان.

  7. يستمع جميع أفراد الجولة إلى المتكلم وهو يكلم المدعو، وكأن الحديث موجه إليهم معه، حتى لا يشعرون بالزهو والخيلاء، ويشعرون المدعو بأنه دونهم.

  8. غض البصر في الطرقات، فلا ينظرون إلى حرام، أو إلى حتى الحلال الذي يذكرهم بالدنيا.

  9. إذا ذهبوا لمدعو في مكان تجارته وجب عدم الوقوف أمام بابه وسده، بل يدعونه ليخرج هو إليهم.

  10. الصبر على تحمل الإيذاء.

وفي النهاية، فقد اكتفينا بعرض الجولة، كتجربة دعوية، ووسيلة اتصالية، والمقام لا يتسع لتقييم هذه التجربة وهذه الوسيلة، ومدى تحقيقها للأهداف المرجوة منها، وموازنة إيجابياتها وسلبياتها، ومطابقة بنائها النظري للواقع العملي، ولعلنا نتعرض لهذا في مقام آخر إن شاء الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق