الخميس، 30 يوليو 2009

اخبار التبليغ والخروج في سبيل الله فلسطين المحتلة

التبليغ والدعوة

تعتبر جماعة "التبليغ والدعوة" من أشهر الجماعات الإسلامية في قطاع غزة، والتي يوجد منتمون لها في معظم بلاد العالم الإسلامي. ويتميز أفرادها بلباسهم الذي يشبه ملابس سكان جنوب شرق آسيا.

أُسِّست جماعة التبليغ والدعوة في الستينيات من القرن الماضي، في نيودلهي العاصمة الهندية، ووجدت البيئة الخصبة في بلاد شرق آسيا للانتشار، وكان من أهم أهدافها نشر الإسلام بين الناس ودعوتهم إليه وإلى التحلي بأخلاقه.

وانتشرت الجماعة في فلسطين أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات، على يد عدد من الدعاة الفلسطينيين أشهرهم الشيخ علي الغفري، الذي يعرف بأمير الجماعة في قطاع غزة، ويلقى احترام أفراد الجماعة وأهالي قطاع غزة.

لا حديث في السياسة

لا يتدخل أفراد جماعة التبليغ في السياسة إطلاقًا، ولا يتحدثون عن الجهاد أو الحث عليه، إنما يركزون كل جهدهم على دعوة الناس إلى الالتزام بالعبادات والأخلاق الإسلامية، وحثهم على "الخروج في سبيل الله" - على حد تعبيرهم - لدعوة الناس وفق منهجهم.

وتتميز جماعة التبليغ والدعوة بعلاقاتها المسالمة مع كافة الفصائل الفلسطينية، كما تربطها علاقات مع مسئولين كبار في السلطة الفلسطينية.

ويرفض مشايخ الجماعة - غالبًا - الحديث لوسائل الإعلام عن جماعتهم، خوفًا من أن يسبب ذلك أية مشكلات للجماعة.

للجماعة مساجد معروفة في فلسطين تتبع لها وتشرف عليها، كما أنها تشرف على عدد من المدارس الدينية، يتم التركيز على تدريس العلوم الشرعية فيها. والمركز الرئيسي للجماعة في قطاع غزة مسجد كبير وسط القطاع، يُعقَد فيه اجتماع أسبوعيًّا كل خميس لأفراد الجماعة.

ومع أن الجماعة لا تتحدث في الجهاد، إلا أن ذلك لا يمنع أن يخرج منها من ينتمي إلى حركات فلسطينية إسلامية مثل حماس والجهاد الإسلامي، وقد شارك بعضهم في عمليات مقاومة للاحتلال، وذلك كون الجماعة لا تفرض شروطًا على الراغبين في الانضمام إليها.

الخروج في سبيل الله

قبل الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987م، كان أفراد الجماعة يجوبون كافة أنحاء فلسطين بدون أية معيقات إسرائيلية أو من قبل السلطة الفلسطينية.

تقوم الجماعة بجولات جماعية على مساجد وأحياء قطاع غزة تسمى "الخروج"، والتي تستمر من 3 أيام إلى 40 يوما، وربما تستمر أربعة شهور تدعو الناس لمشاركتها في هذا الخروج، ويشارك أعضاؤها أحيانا في السفر خارج البلاد للقيام بالدعوة في بلاد أخرى.

كما أن للجماعة نشاطات نسائية تدور حول تعليم النساء والفتيات أمور الدين عبر الدروس وحلقات العلم.

ويأخذ بعض علماء فلسطين على جماعة التبليغ أنها غير شمولية، فهي تقتصر - على حد قولهم - على جزء من الدين تتمسك به، وتركز فقط على أمور العبادة الشكلية، وتترك باقي الأمور المتعلقة بنواحي الحياة الأخرى. كما يأخذ العلماء عليها أيضًا فصل الدين عن السياسة، وجعلهم "الترتيب" الذي يحددونه في الخروج متعبَّدًا به، و تفضيلهم "الخروج" عن كثير من العبادات، كالجهاد وطلب العلم، وجرأة بعضهم على الفتوى والتفسير والحديث، وتفريط بعضهم في حقوق أسرته.

وفي النهاية، لا يسعنا إلا قول الحق تبارك وتعالى: (قل كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلاً) [الإسراء: 84].


مراسل شبكة "إسلام أون لاين. نت" بقطاع غزة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق